الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك logo إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
shape
تفاسير سور من القرآن
113264 مشاهدة print word pdf
line-top
تفسير قوله: لتنذر به

...............................................................................


وقوله: لِتُنْذِرَ أصله مضارع أنذره ينذره إنذارا، والإنذار في لغة العرب التي نزل بها القرآن هو خصوص الإعلام المقترن بتهديد خاصة وتخويف. فكل إنذار إعلام وليس كل إعلام إنذارا؛ لأن الإنذار الإعلام المقترن بتخويف وتهديد خاصة.
وأصل ماضي هذا الفعل أنذر بالهمزة، وكان لو جرى على الأصل لقيل: لتؤنذر به، لكن القاعدة المقررة في فن التصريف أن كل فعل بني ماضيه على أفعل أن همزة أفعل تحذف وجوبا بقياس مطرد في مضارعه واسم فاعله واسم مفعوله.
ومفعول الإنذار هنا محذوف وقد دل عليه التفسير؛ أي لِتُنْذِرَ بِهِ الكفار المتمردين العاتين وتذكر به المؤمنين؛ فالقرآن إنذار لقوم تمردوا وعتوا وتذكرة وبشرى لقوم آخرين؛ كقوله: فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا .
والمعنى أنزلنا إليك الكتاب لتخوف به الخلق الذين كذبوه ولم يتبعوه، وفي هذه الآية الكريمة وأمثالها من الآيات زواجر عظيمة ينبغي لنا أن نعتبرها؛ لأن خالقنا جل وعلا بين لنا في أول هذه السورة الكريمة سورة الأعراف، من هذا المحكم المنزل، الذي هو آخر كتاب نزل من السماء على آخر نبي بعثه الله في أرضه صلوات الله وسلامه عليه.
قال: إنه أنزل عليه هذا الكتاب؛ ليخوف به الخلق من عقوبات خالق السماوات والأرض وسخطه، فإنه الجبار الأعظم الذي إذا سخط عاقب العقوبة المهلكة المتصلة.
فبهذا يجب علينا أن نتأمل في معاني القرآن، ونعرف أوامر ربنا التي أمرنا بها فيه، ونواهيه التي نهانا عنها، ونخاف من هذا الإنذار والتهديد الذي أنزل هذا القرآن على الرسول ليفعله بمن لم يعمل بهذا القرآن العظيم.
فالإنسان يجب عليه أن يتدبر هذا القرآن العظيم وينظر أوامره وينظر نواهيه، ويعمل بما فيه من الحلال والحرام، فالحلال ما أحله الله في هذا الكتاب وبينته السنة الكريمة، والدين ما شرعه الله بأنه لا حكم إلا لله.
فكل الأحكام هي لله والتشريع لله والتحليل والتحريم لله، وقد أنزل علينا هذا الكتاب ليخوفنا إذا لم نعمل بما فيه من العبر والآيات؛ فنحل حلاله ونحرم حرامه ونعتقد عقائده، ونعمل بمحكمه ونؤمن بمتشابهه ونعتبر بما فيه من الأمثال.
وتلين قلوبنا لما فيه من المواعظ وضروب الأمثال، فهذا الإنذار لا ينبغي للمسلم أن يهمله ويعرض عنه صفحا.

line-bottom